الخطوة الأولى

أهلا في أول مقالة على المدونة! أنا سيف (عادةً Oblait على الانترنت) وأنا مترجم ومخرج توطين في الحلم المتجدد للتعريب، فريق من المترجمين، المبرمجين، والمصممين اختصاصه ترجمة الألعاب.

قررت فتح هذه المدوّنة بعد تفكير وتقلب دام لأشهر في سؤال يؤرق كل صانع محتوى: هل أستطيع التحكم بتقاعسي بما يكفي لألتزم بمشروع كهذا؟
الجواب كان لا، بالمناسبة، لكن المحاولة لا تضر.

لكن السؤال الأهم - والذي يجول خواطركم الآن على الأرجح - هو: ما الغرض من هذه المدونة؟
سؤال وجيه. حتّى أنا لا أدري بالضبط حاليًّا.
لنقل مبدئيًّا أن هدفها الأساسي هو أن تكون مساحة لأناقش الترجمة والتوطين عامة، تعريب الألعاب خاصة، وأعمال فريقي براحة وتفاصيل أكثر من تلك التي تسمح بها منصّات مثل ديسكورد وتويتر.

أهدف بدايةً لكتابة سلسلة مقالات عن إصداراتنا بعنوان "كيف تُرجمت *اللعبة الفلانية* إلى العربية"، حيث أتحدث عن منهجنا في التعامل مع كل مشروع مع استضافة العاملين عليه للحديث عن دورهم فيه، ثم أخطط لتوسعة المحتوى حسب الاقتراحات والأفكار التي أجمعها خلال الطريق.

أما هدفها الثانوي... فلا أكذبكم إن قلت أن جزءًا كبيرًا من اتخاذي قرار الالتزام بهذه المدونة كان ضحد المفاهيم المغلوطة المنتشرة حيال عملية التعريب، لأنها تؤذي دعم العربية أكثر مما يتصور الناس أنها تفيده.

لطالما أزعجني تكرار تلك المفاهيم خلال الفترة التي قضيتها مترجمًا هاويًا ومحترفًا للألعاب، من:

  • تهويل متطلبات التعريب التقنية ومعاملة العربية على أنها محطّمة الأنظمة والمحركات.
  • تهويل متطلبات التعريب المادية رغم أن الإنجليزية إلى العربية من أرخص أزواج اللغات في الترجمة.
  • تحديد الناس للترجمات الجيدة من السيّئة حسب سهولة فهمهم لها.
  • الظن الشائع أن الترجمة مجرد "نقل كلمات"، ويستطيع أيّ كان فعلها بسهولة وسرعة.
  • ما تتخلله عملية التعريب من مراحل.
  • أن الجود في الموجود، لأن أي رد فعل سلبي من الجمهور قد يجعل الشركة تتراجع عن دعم العربية.
    ...والمزيد مما لا تسعفني ذاكرتي في حصره الآن.

مع الأسف، عادةً ما تجتر هذه المفاهيم المغلوطة مواقعنا الإعلامية وصنّاع المحتوى المحليين بلا أدنى استقصاء من:

  • مقابلات مع مدراء العلاقات العامة للشركات - ركّزوا مع مسمّاهم الوظيفي، وظيفتهم طمأنتكم والخروج بأدنى قدر مطالب وأكبر قدر أعذار من المحادثة حرفيًّا.
  • مقابلات مع مترجمين فرديين لا تمثل خبرتهم كامل صناعة التوطين، مما يؤدي إلى توقعات وتعميمات خاطئة.
  • حديث شخص عشوائي لا دخل له من قريب أو بعيد بالصناعة، جمع كل ما سبق وأضاف عليه من زاده - وهذا النوع الأكثر شيوعًا حسب ما لاحظته.
لكني أعذرهم، صحيح أن لا عذر لإعلامي أو صانع محتوى كي لا يتقصى ويبحث قبل أن ينشر محتواه، إلا أن المحتوى العربي في الشأن شحيح للأمانة. أود تغيير هذا تدريجيًّا وتقديم محتوى عربي يغطي تفاصيل التعريب قدر الإمكان.

على العموم! أتمنى أن النبرة العامة التي أنويها للمدونة اتضحت من هذه التدوينة، لست مهتما بتقديم شروحات أكاديمية جافة لمفاهيم الترجمة بجدّية تحرق أدمغتكم، ولا تقديم أجوبة من سطر واحد لأي تساؤل حيال عملية التعريب. أنا لاعب مثلي مثلكم قبل أن أكون مترجمًا في النهاية.
أود تقديم محتوى مفصّل، مسلّ، يسهل هضمه، ومفيد. لعل تبسيط العملية للجمهور وشرحها بالتفصيل يشجعهم على المطالبة بأدنى حقوقهم، لعب الألعاب بلغتهم، ويحسن من الوعي العام حيال دعم العربية بالألعاب في المستقبل.

لأي استفسارات أو اقتراحات محتوى مستقبلية، يمكنكم التواصل معي على تويتر
حتّى المقالة التالية، سلام!